يعرف عصرنا الراهن بعصر الثورة التكنولوجية والانفجار المعرفي، فقد شهد العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، تقدما هائلا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وحولت الوسائل التكنولوجية الحديثة العالم الى قرية كونية صغيرة. وانعكس هذا التطور في مجالات عديدة، إلا أن المجال الذي استفاد منه بصورة كبيرة هو التعليم، الذي يعتمد على هذه التقنيات واصبح يسمى بالتعليم الالكتروني.
ونتيجة لهذه الثورة في أساليب وتقنيات التعليم، والتي وفرت الوسائل التي تساعد في تقديم المادة العلمية للطالب بصورة سهلة وسريعة وواضحة، نشأت اشكال مختلفة من التعليم الالكتروني، تتناسب وحاجات المتعلمين وطبيعة الادوات المتوفرة للاتصال.
لا زالت العملية التعليمية تتم في الصفوف الدراسية، وتركز الى حد ما على المدرس كمصدر أساسي للمعلومات، وتتم بالاعتماد على وسائل تعليمية تقليدية كالكتاب الورقي والقلم والسبورة. أما استخدام الوسائط الالكترونية المتعددة فلا يزال مجهولا لدى العديد من المدرسين والطلبة. ومن اجل تعديل وتطوير سياسة التعليم المتعدد الوسائط ، لا بد ان تصبح التكنولوجيا أداة أساسية في العملية التعلمية في جميع المراحل التعليمية، وفي مختلف التخصصات.
وتشتمل عملية التحول نحو هذا الشكل من التعليم المتعدد الوسائط، على مجموعة من الخطوات تبدأ باعداد المقرر او المحتوى التعليمي بشكل يسمح باستخدام وسائل التقنية الحديثة. كما تشمل هذه العملية توفير المستلزمات الضرورية للمدرسين والطلاب التي تمكنهم من استخدام هذا الاسلوب في التعلم والتعليم، والتي تتطلب استخدام تطبيقات التقنية الحديثة في تدريسها، لمعرفة الفوائد والعوائق المترتبة على ذلك، ولذلك لا بد من تدريب الطلبة والاساتذة على هذه التقنيات لمعرفة مدى قدرتهم على استخدامها في الدراسة او التدريس، وتحديد السبل الفضلى لتشجيع الأساتذة على تطوير مهاراتهم، وزيادة وعيهم بأهمية استخدام مصادر المعرفة الالكترونية والأدوات المستخدمة في ايصالها الى المتعلمين.
التعليم المتمازج : يبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلبة وحثهم على تبادل الآراء والخبرات. وتعتبر تقنية المعلومات ممثلة في الحاسب الآلي والإنترنت ومايلحق بهما من وسائط متعددة للاتصال، من أنجح الوسائل لتوفير هذه البيئة التعليمية، التي تعمل على تحقيق التكامل بين الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية، وتتيح الفرصة لاكساب المتعلمين مهارات متقدمة في التفكير، والتكامل في بناء المناهج الدراسية وربطها بالبيئة المحلية واحتياجات المجتمع، اضافة الى دورها في مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
ولهذا اصبح اتقان المهارات الاساسية اللازمة لاستخدام تقنية المعلومات من الضرورات الهامة في التعليم، لما لها من دور هام في تسهيل التواصل والحصول على المعلومات واعداد البحوث والدراسات. وان عدم اتقان هذه المهارات العصرية يحد من تفاعل المدرسين مع طلبتهم ، والوصول الى مصادر المعرفة الضرورية لعملية التدريس. فلقد اصبح استعمال الحاسوب وشبكة المعلومات الالكترونية من المتطلبات الرئيسة في عملية التدريس والبحث. واصبح التعليم وتزويد الطلبة بالمعلومات يحتاج الى استخدام الحاسوب وغيره من وسائل التكنولوجيا الحديثة، لمواكبة كل ما هو جديد في العملية التعليمية، خاصة وان العديد من المصادر والمراجع والمعلومات اصبحت تخزن بصورة الكترونية، واصبحت امكانية العودة اليها واستخدامها، تفرض معرفة ومهارة في استخدام التقنية الحديثة. اضافة الى ما توفره مثل هذه التقنية من سهولة وسرعة في الوصول الى المعلومات. ولهذا لم تعد مصادر المعرفة التقليدية كافية للحصول على المادة التعليمية بصورة كاملة، واصبح من الضروري الاستعانة ببنوك المعلومات الحديثة التي تخزن معلوماتها بصورة الكترونية. واصبحت القدرة في الوصول الى هذه المصادر واستخدامها من العوامل التي تساهم في تطور التعليم وتقدمة وتحسين جودته. واصبح من الضروي ان يجيد المدرس المهارات الضرورية التي تمكنه من استخراج هذه المعلومات واستخدامها بصورة سهلة وسريعة.
والواقع ان الكثير من المدرسين لا يتقنون مهارات استخدام الحاسوب. ولا يتقن استخدام الإنترنت.
ويقصد بالتعليم المتمازج في هذه الدراسة ،استخدام التقنية الحديثة في التدريس دون التخلي عن الواقع التعليمي المعتاد، والحضور في غرفة الصف. ويتم التركيز على التفاعل المباشر داخل غرفة الصف عن طريق استخدام آليات الاتصال الحديثة، كالحاسوب والشبكات وبوابات الإنترنت. ويمكن وصف هذا التعليم بأنه الكيفية التي تُنظم بها المعلومات والمواقف والخبرات التربوية التي تقدم للمتعلم عن طريق الوسائط المتعددة التي توفرها التقنية الحديثة او تكنولوجيا المعلومات.
ما هي الوسائط المتعددة ؟
ان عناصر التعليم عديدة ومتنوعة وهي: الطلاب والمدرسين والمناهج التعليمية والادارة والتقييم. ويلجأ التعليم المتمازج، اضافة الى العناصر السابقة الى تكنولوجيا المعلومات، وهي كل ما يستخدم في مجال التعليم من تقنية معلوماتية، كاستخدام الحاسب الآلي وتطبيقاته وشبكاته المحلية والعالمية.
وتشمل الوسائط المتعددة للتعليم الالكتروني اشكالا عديدة من التقنيات والأساليب منها: ما يرتبط باعداد المواد الدراسية بشكل الكتروني، كالطباعة والتصوير والاخراج والتصميم، ومنها ما يرتبط بطرق عرض هذه المواد الدراسية داخل الصفوف من تقنيات مختلفة كالحاسوب وجهاز العرض ، ومنها ما يرتبط بتخزينها ونقلها واسترجاعها بطريق سهلة وسريعة من خلال الشبكات المحلية والعالمية.
وشهد عقد الثمانينيات ظهور الأقراص المدمجة CD للتعليم، ثم ظهرت اسطونات الفيديو الرقمية (DVD )، ثم جاء انتشار الإنترنت والبريد الالكتروني وبنوك المعلومات المختلفة. ويدخل ضمن هذه الوسائط وسائل التعليم المتوفرة على الانترنت، والدوريات والمجلات الإلكترونية المتخصصة في مجالات محددة. وقد تكون هذه الوسائط التعليمية محددة بوقت معين مثل البرامج التلفزيونية او الإذاعية، وغير محددة بوقت مثل أشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية، حيث يمكن الاستماع لها في أي وقت. ثم توفرت الكاميرات المرئية المسموعة، التي وفرت الفرص من اجل الاجتماعات على الإنترنت، والمؤتمرات الفيديوية، وغيرها من وسائل الاتصال والحصول على المعلومات.
كما يستخدم المدرس في عرض المعلومات وشرحها داخل غرفة الصف، مجموعة من الوسائط الالكترونية المتعددة، تتمثل في مجموعة من البرمجيات التي تساعد في عرض المادة بسهولة ووضوح. ونذكر من هذه الوسائط التي تصلح للتعليم الإلكتروني وتحقق فعالية كبيرة، تطبيقات العرض المرئي "البوربوينت"، او البرمجيات التي تساعد في عرض قواعد البيانات وغيرها من المواد التعليمية، من خلال جهاز الحاسب الآلي. ويجب ان يكون المدرس على معرفة بطرق استخدامها من اجل إعداد هذه العروض.
ولكي يتم ذلك لا بد ان يكون المعلم قادرا على استخدام تقنيات التعليم الحديثة، واستخدام الوسائل المختلفة للاتصال. كما يجب ان تتوفر لدى الطالب المهارات الخاصة باستخدام الحاسب الآلي والانترنت والبريد الالكتروني، وتوفير البنية التحتيه والتي تتمثل في إعداد الكوادر البشرية المدربة وتوفير خطوط الإتصالات المطلوبة التي تساعد على نقل هذا التعليم الى غرف الصفوف. اضافة الى توفير البرمجيات والاجهزة اللازمة لهذا النوع من التعليم.
إن تطبيق مناهج وطرق التعليم المتمازج يحتاج الى تحقيق التصور التالي:
1- توفير مختبرات الحواسب الآلية ، ووضع شبكات المعلومات المحلية والعالمية في متناول الطالب ، وربط المؤسسات التعلمية ببعضها البعض وبالشبكة العالمية للإنترنت .
2- تزويد المعلم والمتعلم بالمهارات الضرورية لاستخدام الوسائط المتعددة، ومن خلال توفير الدورات التدريبية اللازمة لهم ، والحصول على شهادة (ICDL)
3- توفير المناهج التعليمية المناسبة لهذا الشكل من التعليم.
4- ان يصبح المعلمون قادة ومرشدين لتعليم طلابهم من خلال استخدامهم للحواسب وتطبيقاتها وشبكات المعلومات المحلية والعالمية وانتاج المواد التعليمية المناسبة والمتنوعة للتدريس.
5- رفع مستوى التقنيات الموجودة في غرف الصفوف،وتوفير الأجهزة الحديثة للمدرسين، والبرمجيات التطبيقية الضرورية، والتي يمكن أن تساهم في اثراء المادة التعليمية.
مميزات التعليم الألكتروني:
1- اختصار الوقت والجهد والتكلفه، من خلال ايصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت، وبصورة تمكن من ادارة العملية التعليمية وضبطها، وقياس وتقييم أداء المتعلمين، إضافة إلى تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، وتوفير بيئة تعليمية جذابة.
2- تساعد الوسائط التقنية المستخدمة في ايصال المعلومات، اذا استخدمت بالشكل المناسب، في خلق الاجواء التي تساعد على التفاعل والتفكير النقدي والمشاركة بين المدرس والطالب.
3- سهولة التواصل مع الطالب من خلال توفير بيئة تفاعلية مستمره، وتزويده بالمادة العلمية بصورة واضحة من خلال التطبيقات المختلفة، مصحوبة بالرسومات والصور والصوت احيانا. وذلك من خلال العروض المرئية باستخدام البوربوينت او عرض الصورمن خلال برامج مختلفة ، او عرض مقاطع من الاشرطة الفلمية او الفيديو.
4- يتيح التعليم الألكتروني الفرصة لتجاوز قيود الزمان والمكان في العملية التعليمية، والحصول على المعلومات عبر شبكة المعلومات الالكترونية في التو واللحظة.
5- يتيح استخدام البريد الالكتروني التواصل بين المدرس والطلبة خارج أوقات الحصص الرسمية او الساعات المكتبية، كما أتاح للطالب امكانية ارسال استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، لقد كان استخدام البريد الالكتروني كوسيلة اتصال مع المدرس لارسال الواجبات او التواصل مع المدرس خارج غرفة الدرس .
6- يساعد التعليم الالكتروني في تمكين الدارسين من التعبير عن أفكارهم وتوفير الوقت لهم للمشاركة في داخل الصف، والبحث عن الحقائق و المعلومات بوسائل أكثر وأجدى مما هو متبع في قاعات الدرس التقليدية.
7- يساعد التعليم المتعدد الوسائط في تخفيض الأعباء الإدارية للمقررات الدراسية من خلال استغلال الوسائل و الأدوات الالكترونية في إيصال المعلومات والواجبات للطلاب وتقييم أدائهم.
ولذلك تسمى المدرسة التي تطبق هذا النوع من التعليم بالمدرسة الذكية ، وذلك ضمن منظومة الجودة الشاملة للتعليم.
وتقوم تلك المدرسة بتقديم عدة خدمات مختلفة لكافة مستخدمي المدرسة الذكية وكذا المجتمع المحيط ومنها:
خدمات عامة وتشمل: الدخول على موقع المدرسة على النت، وبريد الكتروني للطلبة والإداريين والمدرسين وأولياء الأمور ،حوار متبادل بين المستخدمين من خلال غرف الحوار،ومنتديات خاصة بين المجموعات المختلفة.
خدمات للأداريين: إدخال بيانات الطلاب والعاملين ، الجداول المدرسية والرحلات واللقاءات ، المكتبة الألكترونية.
خدمات للمدرسين: إنشاء بنوك خاصة للأسئلة المنهجية،الواجبات المنزلية للطلاب، إنتاج المناهج المدرسية على اسطوانات مدمجة.
خدمات للطلاب: استخدام المعامل الذكية في شرح المناهج الدراسية ، استدعاء بنك الأسئلة المدخل بواسطة المدرس، الدخول على المكتبة الألكترونية، استدعاء الواجب المنزلي والإجابة عليه وإرساله للمدرس عن طريق البريد الألكتروني.
خدمات لأولياء الأمور:استدعاء بيانات الطالب وإمكانية التعديل فيها، واستدعاء درجات الطالب ومعرفة جدول الحصص وجدول الامتحان والأنشطة المدرسية ،استدعاء تعليقات المدرسين على نجله والحالة الصحية له،ومعرفة نتيجة نهاية العام الدراسي لنجله والمشاركة الالكترونية في اجتماعات مجلس الأمناء وغيرها.
ونتيجة لهذه الثورة في أساليب وتقنيات التعليم، والتي وفرت الوسائل التي تساعد في تقديم المادة العلمية للطالب بصورة سهلة وسريعة وواضحة، نشأت اشكال مختلفة من التعليم الالكتروني، تتناسب وحاجات المتعلمين وطبيعة الادوات المتوفرة للاتصال.
لا زالت العملية التعليمية تتم في الصفوف الدراسية، وتركز الى حد ما على المدرس كمصدر أساسي للمعلومات، وتتم بالاعتماد على وسائل تعليمية تقليدية كالكتاب الورقي والقلم والسبورة. أما استخدام الوسائط الالكترونية المتعددة فلا يزال مجهولا لدى العديد من المدرسين والطلبة. ومن اجل تعديل وتطوير سياسة التعليم المتعدد الوسائط ، لا بد ان تصبح التكنولوجيا أداة أساسية في العملية التعلمية في جميع المراحل التعليمية، وفي مختلف التخصصات.
وتشتمل عملية التحول نحو هذا الشكل من التعليم المتعدد الوسائط، على مجموعة من الخطوات تبدأ باعداد المقرر او المحتوى التعليمي بشكل يسمح باستخدام وسائل التقنية الحديثة. كما تشمل هذه العملية توفير المستلزمات الضرورية للمدرسين والطلاب التي تمكنهم من استخدام هذا الاسلوب في التعلم والتعليم، والتي تتطلب استخدام تطبيقات التقنية الحديثة في تدريسها، لمعرفة الفوائد والعوائق المترتبة على ذلك، ولذلك لا بد من تدريب الطلبة والاساتذة على هذه التقنيات لمعرفة مدى قدرتهم على استخدامها في الدراسة او التدريس، وتحديد السبل الفضلى لتشجيع الأساتذة على تطوير مهاراتهم، وزيادة وعيهم بأهمية استخدام مصادر المعرفة الالكترونية والأدوات المستخدمة في ايصالها الى المتعلمين.
التعليم المتمازج : يبحث التربويون باستمرار عن أفضل الطرق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلبة وحثهم على تبادل الآراء والخبرات. وتعتبر تقنية المعلومات ممثلة في الحاسب الآلي والإنترنت ومايلحق بهما من وسائط متعددة للاتصال، من أنجح الوسائل لتوفير هذه البيئة التعليمية، التي تعمل على تحقيق التكامل بين الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية، وتتيح الفرصة لاكساب المتعلمين مهارات متقدمة في التفكير، والتكامل في بناء المناهج الدراسية وربطها بالبيئة المحلية واحتياجات المجتمع، اضافة الى دورها في مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
ولهذا اصبح اتقان المهارات الاساسية اللازمة لاستخدام تقنية المعلومات من الضرورات الهامة في التعليم، لما لها من دور هام في تسهيل التواصل والحصول على المعلومات واعداد البحوث والدراسات. وان عدم اتقان هذه المهارات العصرية يحد من تفاعل المدرسين مع طلبتهم ، والوصول الى مصادر المعرفة الضرورية لعملية التدريس. فلقد اصبح استعمال الحاسوب وشبكة المعلومات الالكترونية من المتطلبات الرئيسة في عملية التدريس والبحث. واصبح التعليم وتزويد الطلبة بالمعلومات يحتاج الى استخدام الحاسوب وغيره من وسائل التكنولوجيا الحديثة، لمواكبة كل ما هو جديد في العملية التعليمية، خاصة وان العديد من المصادر والمراجع والمعلومات اصبحت تخزن بصورة الكترونية، واصبحت امكانية العودة اليها واستخدامها، تفرض معرفة ومهارة في استخدام التقنية الحديثة. اضافة الى ما توفره مثل هذه التقنية من سهولة وسرعة في الوصول الى المعلومات. ولهذا لم تعد مصادر المعرفة التقليدية كافية للحصول على المادة التعليمية بصورة كاملة، واصبح من الضروري الاستعانة ببنوك المعلومات الحديثة التي تخزن معلوماتها بصورة الكترونية. واصبحت القدرة في الوصول الى هذه المصادر واستخدامها من العوامل التي تساهم في تطور التعليم وتقدمة وتحسين جودته. واصبح من الضروي ان يجيد المدرس المهارات الضرورية التي تمكنه من استخراج هذه المعلومات واستخدامها بصورة سهلة وسريعة.
والواقع ان الكثير من المدرسين لا يتقنون مهارات استخدام الحاسوب. ولا يتقن استخدام الإنترنت.
ويقصد بالتعليم المتمازج في هذه الدراسة ،استخدام التقنية الحديثة في التدريس دون التخلي عن الواقع التعليمي المعتاد، والحضور في غرفة الصف. ويتم التركيز على التفاعل المباشر داخل غرفة الصف عن طريق استخدام آليات الاتصال الحديثة، كالحاسوب والشبكات وبوابات الإنترنت. ويمكن وصف هذا التعليم بأنه الكيفية التي تُنظم بها المعلومات والمواقف والخبرات التربوية التي تقدم للمتعلم عن طريق الوسائط المتعددة التي توفرها التقنية الحديثة او تكنولوجيا المعلومات.
ما هي الوسائط المتعددة ؟
ان عناصر التعليم عديدة ومتنوعة وهي: الطلاب والمدرسين والمناهج التعليمية والادارة والتقييم. ويلجأ التعليم المتمازج، اضافة الى العناصر السابقة الى تكنولوجيا المعلومات، وهي كل ما يستخدم في مجال التعليم من تقنية معلوماتية، كاستخدام الحاسب الآلي وتطبيقاته وشبكاته المحلية والعالمية.
وتشمل الوسائط المتعددة للتعليم الالكتروني اشكالا عديدة من التقنيات والأساليب منها: ما يرتبط باعداد المواد الدراسية بشكل الكتروني، كالطباعة والتصوير والاخراج والتصميم، ومنها ما يرتبط بطرق عرض هذه المواد الدراسية داخل الصفوف من تقنيات مختلفة كالحاسوب وجهاز العرض ، ومنها ما يرتبط بتخزينها ونقلها واسترجاعها بطريق سهلة وسريعة من خلال الشبكات المحلية والعالمية.
وشهد عقد الثمانينيات ظهور الأقراص المدمجة CD للتعليم، ثم ظهرت اسطونات الفيديو الرقمية (DVD )، ثم جاء انتشار الإنترنت والبريد الالكتروني وبنوك المعلومات المختلفة. ويدخل ضمن هذه الوسائط وسائل التعليم المتوفرة على الانترنت، والدوريات والمجلات الإلكترونية المتخصصة في مجالات محددة. وقد تكون هذه الوسائط التعليمية محددة بوقت معين مثل البرامج التلفزيونية او الإذاعية، وغير محددة بوقت مثل أشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية، حيث يمكن الاستماع لها في أي وقت. ثم توفرت الكاميرات المرئية المسموعة، التي وفرت الفرص من اجل الاجتماعات على الإنترنت، والمؤتمرات الفيديوية، وغيرها من وسائل الاتصال والحصول على المعلومات.
كما يستخدم المدرس في عرض المعلومات وشرحها داخل غرفة الصف، مجموعة من الوسائط الالكترونية المتعددة، تتمثل في مجموعة من البرمجيات التي تساعد في عرض المادة بسهولة ووضوح. ونذكر من هذه الوسائط التي تصلح للتعليم الإلكتروني وتحقق فعالية كبيرة، تطبيقات العرض المرئي "البوربوينت"، او البرمجيات التي تساعد في عرض قواعد البيانات وغيرها من المواد التعليمية، من خلال جهاز الحاسب الآلي. ويجب ان يكون المدرس على معرفة بطرق استخدامها من اجل إعداد هذه العروض.
ولكي يتم ذلك لا بد ان يكون المعلم قادرا على استخدام تقنيات التعليم الحديثة، واستخدام الوسائل المختلفة للاتصال. كما يجب ان تتوفر لدى الطالب المهارات الخاصة باستخدام الحاسب الآلي والانترنت والبريد الالكتروني، وتوفير البنية التحتيه والتي تتمثل في إعداد الكوادر البشرية المدربة وتوفير خطوط الإتصالات المطلوبة التي تساعد على نقل هذا التعليم الى غرف الصفوف. اضافة الى توفير البرمجيات والاجهزة اللازمة لهذا النوع من التعليم.
إن تطبيق مناهج وطرق التعليم المتمازج يحتاج الى تحقيق التصور التالي:
1- توفير مختبرات الحواسب الآلية ، ووضع شبكات المعلومات المحلية والعالمية في متناول الطالب ، وربط المؤسسات التعلمية ببعضها البعض وبالشبكة العالمية للإنترنت .
2- تزويد المعلم والمتعلم بالمهارات الضرورية لاستخدام الوسائط المتعددة، ومن خلال توفير الدورات التدريبية اللازمة لهم ، والحصول على شهادة (ICDL)
3- توفير المناهج التعليمية المناسبة لهذا الشكل من التعليم.
4- ان يصبح المعلمون قادة ومرشدين لتعليم طلابهم من خلال استخدامهم للحواسب وتطبيقاتها وشبكات المعلومات المحلية والعالمية وانتاج المواد التعليمية المناسبة والمتنوعة للتدريس.
5- رفع مستوى التقنيات الموجودة في غرف الصفوف،وتوفير الأجهزة الحديثة للمدرسين، والبرمجيات التطبيقية الضرورية، والتي يمكن أن تساهم في اثراء المادة التعليمية.
مميزات التعليم الألكتروني:
1- اختصار الوقت والجهد والتكلفه، من خلال ايصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت، وبصورة تمكن من ادارة العملية التعليمية وضبطها، وقياس وتقييم أداء المتعلمين، إضافة إلى تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، وتوفير بيئة تعليمية جذابة.
2- تساعد الوسائط التقنية المستخدمة في ايصال المعلومات، اذا استخدمت بالشكل المناسب، في خلق الاجواء التي تساعد على التفاعل والتفكير النقدي والمشاركة بين المدرس والطالب.
3- سهولة التواصل مع الطالب من خلال توفير بيئة تفاعلية مستمره، وتزويده بالمادة العلمية بصورة واضحة من خلال التطبيقات المختلفة، مصحوبة بالرسومات والصور والصوت احيانا. وذلك من خلال العروض المرئية باستخدام البوربوينت او عرض الصورمن خلال برامج مختلفة ، او عرض مقاطع من الاشرطة الفلمية او الفيديو.
4- يتيح التعليم الألكتروني الفرصة لتجاوز قيود الزمان والمكان في العملية التعليمية، والحصول على المعلومات عبر شبكة المعلومات الالكترونية في التو واللحظة.
5- يتيح استخدام البريد الالكتروني التواصل بين المدرس والطلبة خارج أوقات الحصص الرسمية او الساعات المكتبية، كما أتاح للطالب امكانية ارسال استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، لقد كان استخدام البريد الالكتروني كوسيلة اتصال مع المدرس لارسال الواجبات او التواصل مع المدرس خارج غرفة الدرس .
6- يساعد التعليم الالكتروني في تمكين الدارسين من التعبير عن أفكارهم وتوفير الوقت لهم للمشاركة في داخل الصف، والبحث عن الحقائق و المعلومات بوسائل أكثر وأجدى مما هو متبع في قاعات الدرس التقليدية.
7- يساعد التعليم المتعدد الوسائط في تخفيض الأعباء الإدارية للمقررات الدراسية من خلال استغلال الوسائل و الأدوات الالكترونية في إيصال المعلومات والواجبات للطلاب وتقييم أدائهم.
ولذلك تسمى المدرسة التي تطبق هذا النوع من التعليم بالمدرسة الذكية ، وذلك ضمن منظومة الجودة الشاملة للتعليم.
وتقوم تلك المدرسة بتقديم عدة خدمات مختلفة لكافة مستخدمي المدرسة الذكية وكذا المجتمع المحيط ومنها:
خدمات عامة وتشمل: الدخول على موقع المدرسة على النت، وبريد الكتروني للطلبة والإداريين والمدرسين وأولياء الأمور ،حوار متبادل بين المستخدمين من خلال غرف الحوار،ومنتديات خاصة بين المجموعات المختلفة.
خدمات للأداريين: إدخال بيانات الطلاب والعاملين ، الجداول المدرسية والرحلات واللقاءات ، المكتبة الألكترونية.
خدمات للمدرسين: إنشاء بنوك خاصة للأسئلة المنهجية،الواجبات المنزلية للطلاب، إنتاج المناهج المدرسية على اسطوانات مدمجة.
خدمات للطلاب: استخدام المعامل الذكية في شرح المناهج الدراسية ، استدعاء بنك الأسئلة المدخل بواسطة المدرس، الدخول على المكتبة الألكترونية، استدعاء الواجب المنزلي والإجابة عليه وإرساله للمدرس عن طريق البريد الألكتروني.
خدمات لأولياء الأمور:استدعاء بيانات الطالب وإمكانية التعديل فيها، واستدعاء درجات الطالب ومعرفة جدول الحصص وجدول الامتحان والأنشطة المدرسية ،استدعاء تعليقات المدرسين على نجله والحالة الصحية له،ومعرفة نتيجة نهاية العام الدراسي لنجله والمشاركة الالكترونية في اجتماعات مجلس الأمناء وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق